فعالية بيوت أدباء وعلماء نابلس

لم يكن في ذهننا أن بيت العلامة القدير قدري طوقان والشاعران القوميان ابراهيم وفدوى طوقان ليكون في البلدة القديمة في مدينة نابلس، ليقع عليه الاختيار بهدف إحياؤه  وإضفاء الهوية الثقافية تقديراً لإنجازاتهم التي تخطت الوطن الفلسطيني لتشمل الوطن العربي ككل، وفي رحلة البحث اكتشفنا ما لم يخطر عبالنا،  هذا البيت الذي خُطط ليكون جامعاً لأهم التحف والمقتنيات الخاصة بالعلامة والشاعرين، وبعد عليات المتابعة والمحافظة عليه، تمت سرقته وتخريبه خلال الإنتفاضة الثانية مما أضاع الكثير من الهوية الثقافية الفلسطينية.

 

 ومن المسؤولية المُلقاة على عاتقنا ضمن مبادرة حجر وحكاية، بادرت مجموعة يداً بيد للتغيير وبرعاية من عميد عائلة طوقان السيد فاروق، وبالشراكة مع مبادرة سواعد تم تنظيم فعالية إحياء بيوت أدباء وعلماء نابلس التي بدأت ببيت العلامة قدري طوقان والشاعرين إبراهيم وفدوى طوقان، وذلك بتنظيم جدارية باستخدام فن البوب وزاوية تعريفية عن الأديب والشاعرين، وبعد عملية تنظيف وتجميل للمكان، تم تتويج هذا العمل بحفل ضم جولة تعريفية في البيت ومرافقه وتاريخه من خلال السيدة ريما الكيلاني قريبة الشاعرين من الدرجة الأولى، وتم تسليط  الضوء على التخريب الذي تعرض له البيت، هذا بالإضافة إلى إلقاء شعري عن الأدباء وفقرة أسئلة وأجوبة ثقافية وفقرة موسيقية جميلة

شاهد جانب من الفعالية عبر تقرير تلفزيون فلسطين
تلفزيون فلسطين | فعالية أدباء وعلماء نابلس- ضمن فعاليات مبادرة حجر وحكاية

 

 أيضاً شاهد تقرير تلفزيون الرؤيا
تلفزيون الرؤيا | تقرير فعالية بيوت أدباء وعلماء نابلس ضمن فعاليات مبادرة حجر وحكاية

 

نبذة عن العلامة قدري طوقان (1910 – 1971)

ولد في نابلس ونشأ هنا، وحصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1929. عمل مدرساً في نابلس، وكان ناشطاً في الحركة الوطنية الفلسطينية حيث اعتقلته السلطات البريطانية فيما بعد بسبب نشاطه السياسي. شارك في تأسيس كلية النجاح في نابلس وشغل منصب رئيس إدارتها حتى عام 1950 حيث تم انتخابه كعضو في البرلمان الأردني ليمثل نابلس في الفترة ما بين 1951-1955. وتابع نشاطه حتى تم تعيينه وزيراً للخارجية في الأردن عام 1964 ثم تابع دراسته وحصل على درجة الدكتوراه في القانون من باكستان عام 1967

كان طوقان رئيساً للجمعية الأردنية للعلوم، وكان فيلسوفاً شهيراً ومؤلفاً للعديد من الكتب، بما في ذلك  أبعاد النكبة عام 1950، مذكراً بالأمجاد السابقة والمساهمات في الحضارة العالمية للعرب في محاولة لاستعادة الثقة في دولهم. كما وله اسهمات فكرية في مجالات متنوعة من الأدب العربي العلمي، والعلم والعرب، والعقلية العربية. حصل على الميدالية الجمهورية من الدرجة الأولى من الرئيس المصري جمال عبد الناصر

 

 نبذة عن الشاعر إبراهيم طوقان (1905- 1941)

كان شاعراً قومياً فلسطينياً  بامتياز، وُلد في نابلس ونشأ هنا.  واصل دراساته في الأدب في الجامعة الأمريكية في بيروت من 1923 إلى 1929. ثم عمل أستاذاً للأدب العربي في جامعة النجاح الوطنية في نابلس حيث أمضى فيها سنة لتشهد البلاد انتفاضة واسعة، مما أثر على طوقان في كتابة القصائد القومية. عمل لاحقاً في وظيفتين أحدهما أستاذاً في الجامعة الأمريكية في بيروت ومديراً للبرامج العربية في القسم العربي لإذاعة القدس

كانت قصيدة “موطني” بمثابة النشيد الوطني الفعلي لفلسطين إلى أن تبنت فلسطين نشيدها الرسمي عام 1996. وفي عام 2004 اعتمد العراق القصيدة كنشيدها الوطني الرسمي. الملفت أن لعديد من الفلسطينيين لازالوا يتعاطفون مع “موطني” إلى جانب “فدائي” ويعتبرون السابق نوعًا من النشيد الوطني الثاني غير الرسمي لبلدهم.

 

نبذة عن الشاعرة فدوى طوقان (1917 – 2003)

 تُعرف أيضاً باسم “شاعرة فلسطين”. تعتبر بشكل عام واحدة من أفضل الشعراء العرب المعاصرين. شقيقة الشاعر إبراهيم طوقان ، ولدت في نابلس عام 1917 وترعرعت هنا. مثّل شعرها أساسًا قويًا للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع. بعد النكبة عام 1948 بدأت الكتابة عن الاحتلال للأراضي الفلسطينية. ثم بعد حرب الأيام الستة عام 1967، بدأت أيضاً في كتابة القصائد الوطنية.

 ترجمت سيرتها الذاتية “رحلة جبلية رحلة صعبة ” إلى اللغة الإنجليزية في عام 1990. حصلت طوقان على جائزة الشعر الدولية، وجائزة القدس للثقافة والفنون، وجائزة الإمارات العربية المتحدة. وحصلت أيضًا على وسام الاستحقاق الثقافي في عام 1996. تعتبر طوقان على نطاق واسع رمزاً للقضية الفلسطينية وهي” واحدة من أكثر الشخصيات البارزة في الأدب العربي الحديث.”